الجمعة، 6 ديسمبر 2013

ديوجين سينوب (٤٠٤-٣٢٣ق.م): الغني من رضي بالقليل

المجال: الأخلاق - المذهب: الكلبية
رافضا القيم الدنيوية، اختار ديوجين العيش في الطرقات، هازئا بالأعراف، يأكل - إن أكل - الفتات والمرق، ويرتدي المتسخ من الثياب. 

وصف أفلاطون  ديوجين بأنه "سقراط وقد حل به الجنون"، ورغم أنه لم يقصد إهانته فوصفه لا يبتعد كثيرا عن الحقيقة؛ فديوجين يشارك سقراط شغفه بالفضيلة ورفضه للراحة المادية، ولكنه يذهب بهذه الأفكار إلى أقصاها. فيقول أنه لأجل عيش حياة صالحة، أو حياة قمينة بالعيش؛ فمن الضروري التحرر من القيود الخارجية التي يفرضها المجتمع، وكذلك التحرر من عدم الرضى الداخلي الذي تسببه الشهوات والمشاعر والمخاوف. يمكن تحقيق هذا التحرر من خلال الاقتناع بالحياة البسيطة، المحكومة بالعقل والحاجات الطبيعية، مع الرفض قاطع للتقاليد بلا خجل، والبراءة من إشتهاء التملك والراحة.

كان ديوجين على رأس مجموعة من المفكرين عُرفوا لاحقا باسم "السينيكيين"، وهو لفظ مأخوذ من الكلمة الإغريقية "كونيكوس" التي تعني "شبيه الكلب"، إذن فهم "الكلبيون". التسمية تعكس تصميم الكلبيين على ازدراء جميع التقاليد والأعراف الاجتماعية، والعيش في حالة طبيعية قدر المستطاع. ويؤكدون أنه كلما زاد الشخص في أخذه بهذا المسلك في الحياة، كما فعل ديوجين من خلال عيش حياة الفقر متخذا برميلا فارغا كمسكن له، كان أقرب لعيش الحياة المثالية.

إذن فالسعيد من رضي بالقليل، ذلك الذي عاش حياته على إيقاع الطبيعة، متحررا من أغلال قيم وعادات المجتمع المتحضّر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق