المجال: الفلسفة السياسية - المقاربة: مدرسة فرانكفورت |
في الوهلة الأولى، لا شيء يبدو أكثر افتقادا للعقل من قول ماركيوز أن "الموجود لا يمكن أن يكون حقيقيا". وهي عبارة وردت في كتابه الصادر عام ١٩٤١: "العقل والثورة". هذا يدفع القارئ للتساؤل: ما دام الموجود ليس حقيقيا، فما الحقيقي؟ فكرة ماركيوز عائدة لرغبته في اسقاط زعم الفيلسوف الألماني هيجل، الذي يقول: ما هو عقلاني هو موجود، وما هو موجود هو عقلاني. يعتقد ماركيوز أن فكرة هيجل فكرة خطيرة لأنه تقودنا لاعتقاد أن ما هو موجود هو بالضرورة عقلاني؛ على سبيل المثال: نظامنا السياسي القائم.
إنه يذكرنا أن الأشياء التي نعتبرها معقولة، قد تكون أبعد شيء عن المعقولية، ويريد منا أن نتيقظ للأشياء ذات الطبيعة غير المعقولة التي نقبلها دون تفكير على الأغلب.
إنه يذكرنا أن الأشياء التي نعتبرها معقولة، قد تكون أبعد شيء عن المعقولية، ويريد منا أن نتيقظ للأشياء ذات الطبيعة غير المعقولة التي نقبلها دون تفكير على الأغلب.
العقل الهادم
على الخصوص، نجد لدى ماركيز قلقا عميقا من المجتمعات الرأسمالية، واصفا ما يراه فيها من "تناغم مرعب بين: الحرية والقمع، الانتاج والتهديم، النماء والتردي". فنحن نفترض أن المجتمعات التي نعيش فيها قائمة على العقل والعدل، لكننا إن أنعمنا النظر فيها ألفينها لا عادلة ولا عقلانية كما ظننا.لا يريد ماركيوز أن يسقط العقل، ولكنه يحاول ايضاح أن العقل هادم، ويمكننا أن نستعين به لمساءلة المجتمعات التي نقطنها. هدف الفلسفة بالنسبة لماركيوز هو انتاج "نظرية عقلانية للمجتمع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق