الاثنين، 28 أكتوبر 2013

بول فيرابند (١٩٢٤-١٩٩٤): أي شيء يصلح

المجال: فلسفة العلم - المقاربة: الفلسفة التحليلة
بعد أن ولد في النمسا، أصبح فيرابند تلميذا لكارل بوبر في كلية لندن للاقتصاد، لكنه فيما بعد هجر النموذج العقلاني للعلم الخاص ببوبر. وأثناء وجوده في جامعة كاليفورنيا في الستينات والسبعينات أصبح صديقا للفيلسوف الألماني المولد توماس كون، الذي قال أن التطور العلمي لا يجري تدريجيا، وإنما يحدث على شكل قفزات تأخذ صورة "تغير نماذج" (Paradigm Shifts)، أي ثورة تؤدي لظهور بنية جديدة يجري داخلها التفكير العلمي. لكننا نرى فيربند يذهب أبعد من هذا، قائلا أنه حين تحدث هذه الثورة، فإن المفاهيم والمصطلحات العلمية تتبدّل، مما يعني انعدام وجود بنية دائمة للمعنى.

الفوضوية في العلم

كتاب فيرابند الأشهر "نقض المنهج: موجز في النظرية الفوضوية للمعرفة"، المنشور عام ١٩٧٥، يقعِّد فيه رؤيته لما يسميه "الإبستمولوجيا الفوضوية". الإبستمولوجيا هي فرع في الفلسفة يختص بأسئلة ونظريات المعرفة. و"فوضوية" فيرابند تقول أن كل المناهج المستخدمة في العلوم ذات مدى محدود. وبالتالي لا يوجد شيء يدعى "المنهج العلمي"، فلو نظرنا إلى الكيفية التي تطورت وتقدمت من خلالها العلوم، وجدنا أن المنهج الوحيد الممكن رؤيته هو "أي شيء يصلح". يؤكد فيرابند أن العلم لم يتقدم على أساس من القوانين الصارمة، وإنه إن حاولت فلسفة العلم إنزال قوانين صارمة لتحكم العلم، فلن يؤدي هذا سوى إلى تقييد التطور العلمي.

هناك تعليقان (2):