المجال: الفلسفة السياسية - المذهب: عدم الانصياع |
بعد مضي ما يقارب القرن من إعلان جان جاك روسو، القائل أن الطبيعة في جوهرها طيبة، قام الفيلسوف الأمريكي هنري ثورو بأخذ الفكرة إلى مدى أبعد، فقال: "كل ما هو جيد هو برّيٌّ وحر"، فيما قوانين الإنسان تقمع الحريات المدنية، بدل أن تحميها. لقد رأى أن الأحزاب السياسية استبدادية بالضرورة، وأن سياساتها تسير على الضد من مبادئنا الأخلاقية. لذا، فهو يؤمن أن واجب الأفراد هو الاحتجاج على القوانين الجائرة، لأن الصمت والسلبية تجاه هذه القوانين سيعطيها شرعية عملية: "كل أحمق يمكنه أن يسنَّ قانونا، وكل أحمق سيلتزمُ به"، هكذا قال عن قواعد اللغة الإنجليزي، كذلك تنطبق هذه القاعدة على فلسفته السياسية.
تضمنت حملة العصيان المدني التي قادها المهاتما غاندي، ضد الحكم البريطاني في الهند، مسيرة الملح عام 1930، احتجاجا على القوانين الجائرة التي تتحكم بانتاج الملح. |
في مقالته "العصيان المدني"، المكتوبة عام 1849، يقترح ثورو حق المواطن الضميري في الاعتراض من خلال عدم التعاون والمقاومة غير العنيفة؛ فكرته هذه وضعها موضع التنفيذ من خلال رفضه أن يدفع الضرائب التي تموِّل الحرب في المكسيك وتديم العبودية. أفكاره هذه تضعه على النقيض من معاصره كارل ماركس، والروح الثورية في أوروبا حينذاك، التي تدعو إلى الفعل العنيف. ولكن أفكار ثورو تم تبنيها لاحقا من قبل العديد من قادة الحركات المقاومة، كالمهاتما غاندي ومارتن لوثر كينغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق