المجال: فلسفة الدين - المذهب: الإلحاد |
في مسعى الإسرائيليين للحصول على اليقين والطمأنينة، خلقوا إلها هو العجل، وعبدوه. يقول فيورباخ، أن كل الآلهة خُلقت هكذا.
أكثر ما يعرف به الفيلسوف الألماني لودفيك فيورباخ هو كتابه “جوهر المسيحية”، الذي ألهم جيلا من المفكرين الثوريين ككارل ماركس وفريدريك إنجلز. يوظف الكتاب غالب التفكير الفلسفي لجورج هيجل، ولكن حيث يرى هيجل أن الروح المطلق هو القوة المرشدة للطبيعة، فإن فيورباخ لا يرى سببا يجعلنا ننظر إلى ما وراء المحسوسات لتفسير الوجود. وبالنسبة له، فالبشر ليسوا تمظهرا خارجيا للروح المطلق، ولكن العكس: نحن الذين أخترعنا فكرة الروح العظيم، الإله، من آملنا ورغباتنا.
تَخْيُّل الإله
يقترح فيورباخ أنه في مسعانا لتجسيد كل ما هو صالح في الإنسان - كالحب والشفقة واللطف وهلم جرا - تخيلنا كائنا يحوزها في صورتها الأسمى، وسميناه “الله”. إذن فعلم الكلام (دراسة الله)، ليس شيئا سوى علم الإنسان (دراسة الإنسان). ولم نخدع أنفسنا في الإعتقاد بوجوده فحسب، بل وأيضا نسينا أو تخلينا عن أنفسنا. لقد أضعنا حقيقة أن هذه الفضائل هي فضائل توجد في البشر، وليس في الآلهة. ولهذا علينا أن نهمل النظر في الفضائل السماوية، ونركز النظر في العدالة البشرية؛ فالناس في هذه الحياة، وعلى هذه الأرض، هم من يستحق انتباهنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق