الخميس، 31 أكتوبر 2013

ماري وولستونكرافت (١٧٥٩-١٧٩٧): لا جنس للعقل

المجال: الفلسفة السياسية - المقاربة: النسوية
طوال التاريخ البشري المكتوب نُظر إلى النساء بصفتهن خضعات للرجال. ولكن خلال القرن الثامن عشر تم تحدي عدالة هذا الوضع علنا، وفي عداد أشهر المناهضين له كانت الراديكالية الإنجليزية ماري وولستونكرافت.

العديد من المفكرين المتقدمين استشهدوا بالفروق الجسمانية بين الجنسين لتبرير التفاوت الاجتماعي بين النساء والرجال. ولكن في ضوء الأفكار الجديدة التي تبلورت خلال القرن السابع عشر، كفكرة جون لوك القائلة بأن كل المعارف تقريبا تكتسب من خلال التجربة والتلقين، وضعت شرعية تبرير التفاوت بين الجنسين موضع التساؤل. 


تعليم مماثل

تُجادل وولستونكرافت أنه لو منحنا الرجال والنساء التعليم ذاته فسنجد أنهم يتماثلون في الطباع الجيدة والنهج العقلاني إزاء الحياة، لأنهم في الأساس يملكون عقولا وأدمغة متشابهة. كتابها المنشور عام ١٧٩٢، "دفاع عن حقوق المرأة"، كان إلى حد ما ردا على كتاب جان جاك روسو، "إيميل" المنشور عام ١٧٦٢، الذي أوصى فيه أن تعلم الفتيات تعليما مختلفا عن الأولاد وأن يُلقنوا الإذعان للرجال.

كانت مطالبة وولستونكرافت في أن تُعامل النساء كمواطنات مساويات للرجال، وأن يمنحوا الحقوق السياسية والاجتماعية والقانونية ذاتها، كانت على الأغلب موضع سخرية في نهاية القرن الثامن عشر. ولكنها زرعت البذور التي انتجت فيما بعد الحركات النسوية والحركات التي طالبت بحق المرأة في التصويت؛ تلك الحركات التي ازدهرت في القرن التاسع عشر والقرن العشرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق