الثلاثاء، 25 مارس 2014

دزيدريوس إرازموس (١٤٦٦-١٥٣٦): في الجهل تكمن الحياة الأسعد


المجال: فلسفة الدين - المذهب: الإنسانوية

 "تُبلَغُ السعادة حين يدرك الشخص أنه مستعدٌ لأن يكون على سجيته".
دزيدريوس إرازموس
تعكس رسالة دزيدريوس إرازموس، المدعوة "في تفضيل الحماقة"؛ تعكس الأفكار الإنسانوية التي بدأت باجتياح أوروبا مطلعَ عصر النهضة، والتي مارست دورا رئيسا في الإصلاح الديني. إنها سخرية لاذعة من المفاسد، والمهاترات العقديّة، التي وقعت فيها الكنيسة الكاثوليكية، تنطوي على رأيهُ الجديّ الذي يقول: أن الحُمْق - ويعني به الجهل البريء - جزءٌ جوهريٌ من كوننا بشرا، وأنهُ الطريق الرئيس لبلوغ أقصى قدرٍ من السعادة والرضا؛ ويزعمُ أن المعرفة يمكن أن تصبحَ عبئا، ويمكن أن تقود إلى اشكالاتٍ قد تجعل الحياة مضنية. 

الإيمان والحُمْق

يقول  إرازموس أن الدين ضرْبٌ من الحُمْق كذلك. إذ أن الإيمان الحقيقي لا يمكن أن يقوم إلا على الاعتقاد فحسب، لا على التعقّل مطلقا؛ فيرفض ما قام به فلاسفة العصور الوسيطة، من خلط العقلانية الإغريقية القديمة باللاهوت النصراني، كما فعل القديس أغسطين وتومس الأكويني، ويعتبر فعلهم أصلا لكل فساد أصاب المعتقد الديني. ولهذا فإرازموس يدعو إلى العودة إلى الإيمان الصافي البسيط، وأن يُنشأ الأفراد صلتهم الشخصية بالله، بدلا من التقيّد بالعقيدة الكاثوليكية. وهو ينصحنا أن نعتنق ما يراه الروح الحقيقية للشرائع: البساطة، والبراءة، والتواضع؛ وهي في رأيه كل ما نحتاجه من الشمائل الإنسانية لنبلغ الحياة السعيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق