السبت، 26 أكتوبر 2013

حنة أرندت (١٩٠٦-١٩٧٥): الشر المبتذل


المجال: الأخلاق - المقاربة: الوجودية
في عام ١٩٦١ شهدت الفيلسوفة حنة أرندت محاكمة أدولف إيخمان، أحد مُدبري الهولوكوست. كتبت أرندت في كتابها "إيخمان في القدس" عن ألفة مظهر إيخمان، الرجل الماثل أمامها في المنصة لا يبدو وحشا كما يمكن أن نعتقد. لن يبدو غريبا لو صادفناه في مقهى أو في شارع.


إخفاق في التقدير

بعد أن شهدت المحاكمة، توصلت أرندت إلى استنتاج أن الشر لا يصدر عن بغض أو عن سرور في إلحاق الأذى، بل إنها تقترح أن الأسباب التي تجعل الناس يتصرفون بهذه الطريقة هي أنهم ضحايا فشل في تحكيم العقل. النظم السياسية القمعية تستغل ميلنا للوقوع في هذا الخطأ، فتتمكن من جعل هذه التصرفات التي نعتبرها بالعادة ممتنعة على التفكير بسبب فضاعتها، تبدو طبيعية.


فكرة أن الشر عادي ومبتذل، لا تجرِّد أفعال الشر من رعبها. على العكس، عدم وصف من يقومون بهذه الأفعال المروِّعة بأنهم "وحوش"، يجعل هذه الأفعال قرينة لحياتنا اليومية، وتجعلنا ندرك مقدار الشر الذي نقدر على فعله. لذا علينا أن نحصِّن أنفسنا من مخاطر فشل أنظمتنا السياسية، وكذلك من مخاطر فشلنا المحتمل في التقدير والتفكير، هذه وصية أرندت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق