الجمعة، 25 أكتوبر 2013

رودولف كارناب (١٨٩١-١٩٧٠): لم يتبقى في الفلسفة من شيء علمي سوى المنطق

المجال: فلسفة العلم - المقاربة: الوضعية المنطقية
إحدى مشكلات الفلسفة في القرن العشرين هي تحديد وظيفة الفلسفة في ظل اكتساح العلوم الطبيعية. كان هذا أحد الهموم الرئيسية للألماني رودولف كارناب في كتابه: لغة الفيزياء بصفتها اللغة الكونية للعلم (١٩٣٤)، الذي يقترح فيه أن الوظيفة المناسبة والصحيحة للفلسفة هي تحليل وتمحيص المفاهيم العلمية، وهذا هو اسهامها الرئيس في العلم. 

يزعم كارناب أن العديد من المشكلات الفلسفية العميقة، منها المشكلات الميتافيزيقية، عديمة المعنى، لأنه لا يمكن البرهنة عليها ولا يمكن دحضها بواسطة التجربة. ويضيف أنها في حقيقتها مشكلات زائفة، ناتجة عن التباس منطقي في استخدامنا للغة. 

اللغة المنطقية

لا تسلِّم الوضعية المنطقية بوجود حقيقة إلا إن كانت على شكل تقرير منطقي يمكن البرهنة عليه تجريبيا. لذا فالمهمة الحقيقية للفلسفة في نظر كارناب أن تقدم تحليلا منطقيا للغة (لأجل أن تكشف، وتمحو، تلك الأسئلة التي تخلو من المعنى)، وأن تجد طرقا نتمكن من خلالها أن نتحدث بوضوح وبلا غموض عن العلم. 
بعض الفلاسفة، مثل ويلارد كوين وكارل بوبر، يرون أن معايير كارناب بخصوص ما يمكن اعتباره ذو معنى صارمة فجة، وتحمل تصورات مثالية تخالف الكيفية التي يجري بها العلم. وعموما، فتنبيه كارناب إلى أن اللغة قد تخدعنا فتصور مشكلات ليست موجودة، هو تنبيه جدير بالاعتبار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق